لعنة التناسخ - 56.1 - بلوغُ عُمرِ التاسِعةَ عَشَر (3)
الفصل 56.1: بلوغُ عُمرِ التاسِعةَ عَشَر (3)
‘ما المُشكِلةُ مع هذا اليوم؟’ فَكَرَ يوجين بِـغَضَب.
لا يُمكِنُ أنْ تَكونَ هذهِ مُصادفة. يَجِبُ أنْ تَكونَ هذهِ أحدَ خُطَطِ قائِدِ سَحَرَةِ البِلاط الذي ظَلَّ يَتبَعُهُ مِثلَ ذَيلِه. لكِن في الوَقتِ الحالي، تَرَكَ يوجين مَخلَبَ الكركَند مِن يَدِهِ ونَهَضَ مِن مَقعَدِه.
“للإعتِقادِ بِـأنَّني سَـألتَقي بِـشَخصيةٍ مُشَرِفةٍ مِثلكَ في مِثلِ هذا المَكانِ المُتهالِك…” قالَ يوجين.
“مِنَ الصَعبِ تَسميةُ هذا المكان بالمُتَهالِك.” قالَ الشَخصُ الواقِفُ أمامَ يوجين الآن. “فَـحتى في كُلِّ البِنتاغون، هذا المَطعَمُ مَشهورٌ جدًا.”
“لكِنَكَ لن تُنكِرَ أنَّكَ شَخصيةٌ مُشَرِفة، صحيح؟”
“لو إنَّ الأمرَ مَتروكٌ لي، فَـأودُّ أنْ أُنكِرَ ذلِك، لكِن ألن يَكونَ مِنَ السُخفِ فِعلُ ذلِك؟”
الشَخصُ الذي يَتَحدَثُ معَهُ يوجين الآنَ هو هونين أبرام. لقد دَخَلَ وليُّ عَهدِ آروث للتَوِّ الغُرفةَ الخاصَةَ التي حَجَزوها في هذا المَطعَمِ دونَ أيِّ مُرافقة. ثُمَّ بِـإبتسامةٍ مُشرِقة، أشارَ إلى مقعَدٍ فارِغٍ على طاولةِ يوجين.
“هل لي أنْ أجلُسَ هُناك؟” سألَ هونين بأدب.
أجابَ يوجين، “لا بأسَ بالنسبةِ لي، ولكِن….”
قد لا يُشَكِلُ ذلِكَ فرقًا حقًا، لكِنَ يوجين لا يزالُ نَظَرَ إلى لوفليان للحصولِ على إذن. بعدَها ومِثلَ يوجين، نَهَضَ لوفليان مِن مقعَدِه.
“لا بأسَ بالنسبةِ لي أيضًا. ومعَ ذلِك، يا وليَّ العَهد، هل تُفَضِلُ أنْ أترُكَكُما لِـوَحدِكُما؟” سألَ لوفليان.
لكِنَ هونين قال: “لا حاجةَ لذلِك. فَـإذا أُجبِرَ سَيدُ البُرجِ الأحمَرِ على مُغادرةِ مَقعَدِه، أنا مُتأكِدٌ مِن أنَّ السير يوجين سَـيَشعُرُ أيضًا بِـعَدَمِ الإرتياح، ولا أُريدُ أيضًا تَعطيلَ هذهِ الوجبةِ بينَ المُعَلِمِ وتلميذِه.”
“أخشى أنْ تَكونَ قد تَعَطَلَتْ بالفِعل.” تَذَمَرَ يوجين أثناءَ مَسحِ يَدَيهِ بِـمَنشَفةٍ مُبَلَلَة: “لو أردتَ مُراعاتَ ذلِكَ حقًا، فالإتصالُ بينا بعدَ العشاءِ أفضَل.”
هذهِ طَريقةُ حديثٍ وَقِحةٌ للغايةِ لِـدَرَجةِ أنَّهُ لا يُمكِنُ إستِخدامُها عِندَ التَحدُثِ مع وليِّ العَهد، الذي هو الأوَلُ في خَطِّ الخِلافة. ومعَ ذلِك، لم يُشِر أيٌّ مِنَ الحاضرينَ إلى وَقاحةِ يوجين. لقد مَرَّ عامانِ مُنذُ وصولِ يوجين إلى آروث، وعلى الرُغمِ مِن أنَّ ذلِكَ لم يَحدُث كثيرًا، إلا أنَّ يوجين قد إلتقى بِـهونين عِدةَ مَراتٍ خِلالَ هذهِ الفترة.
“كانَتْ هذهِ نيتي أيضًا .” قالَ هونين. “ولكن يبدو أيَّهُا السير يوجين أنَّ إنتِهاءَ وجبَتِكَ يَستَغرِقُ وقتًا أطوَلَ مِمَّا تَوَقعتُه. هل تُخَطِطُ حقًا لِـتَناولِ كُلِ الكركند المُتَوَفِرِ في هذا المَطعَم؟”
“هيا الآن، هذهِ مُبالغة. ألا تَعرِفُ يا وليَّ العهد؟ هذهِ الكَركَند في الواقعِ تَمتَلِكُ القليلَ جدًا مِنَ اللَحمِ والكثيرَ مِنَ القِشور.” دافَعَ يوجين عن نَفسِه.
غيرَ هونين الموضوع، “لم أكُن أعرِفُ أنَّ السير يوجين يُحِبُّ المأكولاتِ البحريةَ كثيرًا.”
“أنا أُحِبُ أيَّ شيءٍ طالما طَعمُهُ جيد. ولكِن لماذا لم تَجلِس بعد؟” سألَ يوجين بعدَ سَحبِهِ للكُرسيِّ الفارِغ.
ضَحِكَ هونين وجَلَس.
قالَ هونين: “بِـرؤيتُكَ تُظهِرُ مِثلَ هذهِ المُجاملةِ غيرِ العادية، يبدو أنَّ المَشيَّ إلى هُنا لم يكُن عبثًا.”
قالَ يوجين: “كانَ يَجِبُ أنْ تَعرِفَ ذلِكَ قبلَ أنْ تأتيَّ إلى هُنا.”
“حسنًا، قد تَكونُ مُحِقًا.”
“الآن، دعنا نرى، يبدو أنَّ الأمرَ سَـيَستَغرِقُ بعضَ الوَقتِ حتى يُقَدِموا لنا أطباقًا جديدة، لذا….”
قالَ هونين، “لو دَعَوتَني لِـتَناولِ العشاء، فَـأخشى أنَّني سَـأرفُض.”
“إذن، فَلـنبدأ في الحَديثِ مُباشرة.” قالَ يوجين بِـإبتسامةٍ بعدَ وضعِ المنشفةِ المُبللةِ جانِبًا: “لكِن يَجِبُ أنْ أقولَ هذا، بِغَضِّ النَظَرِ عَمَّا سَـيُقَدِمُهُ وليُّ العهد، أخشى أنَّ قراري لن يَتَغير.”
“حتى لو وَعَدتُكَ بِـمَنصِبِ قائدِ سَحَرَةِ البِلاط؟” أجابَ هونين بِـهدوءٍ كما لو إنَّهُ يَنتَظِرُ رَفضَ يوجين. “يُمكِنُني أنْ أضمَنَ هذا العرضَ بإسمي.”
رَفَعَ يوجين حاجِبًا، “أعتَقِدُ أنَّ هذا يَجِبُ أنْ يَكونَ خارِجَ قُدراتِكَ في الوَقتِ الحالي.”
“في غضونِ عشرِ سنوات.” أعلنَ هونين بِـحَزم.
على الرُغمِ مِن أنَّ هونين قد وَعَدَ بِـأنَّ المَنصِبَ سَـيَكونُ لهُ في غضونِ عشرِ سنوات، إلا أنَّ يوجين لا يزالُ يَبلُغُ مِنَ العُمرِ تِسعةَ عشرَ عامًا فقط. ولم يَتَمكَن أيُّ ساحِرٍ في تاريخِ آروث مِن أنْ يَصيرَ قائِدَ سَحَرَةِ البِلاطِ في سِنِّ التاسِعةِ والعشرين.
“أليسَ هذا مُتفائِلًا جدًا بعضَ الشيء؟” سألَ يوجين بِـشك.
قالَ هونين بِـهدوء، “في غضونِ عشرِ سنوات، سَـأكونُ مَلِكَ آروث.”
حتى سَماعُ هذهِ الكَلِماتِ كافٍ لِـيَكونَ خَطيرًا جدًا. ومعَ ذلِك، لقد تَمَّ تَصميمُ هذهِ الغُرفةِ المُخصصةِ لِـكبارِ الشَخصياتِ فقط لكي تَعزِلَ الصوتَ بحيث لا يُمكِنُ سماعُ أيِّ شيءٍ يُقالُ فيها على الإطلاق. علاوةً على ذلِك، في اللحظةِ التي دَخَلَ فيها هونين، ألقى لوفليان تعويذةً شخصيًا لِـزيادةِ حمايةِ الغُرفةِ مِنَ المُراقبة.
ومعَ ذلِك، ليسَ وكأنَ كُلَّ هذهِ الإحتياطاتِ بلا جدوى، فَـكلامُ وليِّ العَهدِ أثبتَ ضرورةَ كُلِّ هذا.
“أعتَقِدُ أنَّ العاهِلَ الحالي لا يزالُ لديهِ كَلِمةُ الفَصل؟”
عِندَما طَرحَ لوفليان هذا السؤالَ بِـعيونٍ ضيقة، إبتَسَمَ هونين بِـشَكلٍ مُشرِقٍ ورَفَعَ كِلتا يديهِ مُستَسلِمًا.
“مِن فَضلِكَ لا تَفهمني خطئًا.” قال هونين: “لقد تَلقيتُ بالفِعلِ وَعدًا مِن والدي بِـشأنِ خِلافةِ العرش. ليسَ حقيَّ في الخِلافةِ مُنقَطِعَ النظيرِ فَـحسب، بل إنَّ أهلَ آروث يَثِقونَ بي أيضًا وليسَ لديهُم شَكٌّ في أنَّني سَـأُصبِحُ مَلِكَهُم التالي.”
“على الرُغمِ مِن أنَّ هذا قد يَكونُ هو الحال، إلا أنَّ كَلِماتِكَ لا تزالُ غيرَ مُناسِبة.” حَذَرَهُ لوفليان.
على الرُغمِ مِن قولِ هذا، لم يَشُك لوفليان أبدًا في أنَّ هونين سَـيَكونُ قادِرًا على أنْ يَصيرَ المَلِكَ التالي. بالطبع، هُناكَ خُلفاءٌ مُحتَمَلونَ آخَرون، لكِنَ هونين مُتَفوِقٌ كثيرًا على جميعِ إخوَتِه.
أكَنَّ شَعبُ آروث الكثيرَ مِنَ الإحتِرامِ والإعجابِ بالسِحرِ المُسَمى بالمَملَكةِ السِحرية. على الرُغمِ مِن أنَّ هذا البَلَدَ قد أنتَجَ العديدَ مِنَ السَحَرَةِ العُظَماء جيلًا بعدَ جيل، لكِن حتى بينَ كُلِ هؤلاءِ السَحَرَة، يُمكِنُ للعائلةِ المَلكية الخاصةِ بِـآروث أنْ تَتَباهى بِـفَخرٍ بِـإمتِلاكِها سُلالةً سحريةً مُمتازة.
وحتى بينَ أفرادِ العائلةِ المَلكية، فَـهونين إستثنائيٌّ تمامًا. رُبَما بدأ كُلُ فَردٍ في العائلةِ المَلكيةِ في آروث في تَعلُمِ السِحرِ مُنذُ صِغَرِه، لكِنَ هونين هو الأولُ في تاريخِ العائِلةِ المَلكيةِ الذي وَصَلَ إلى الدائرةِ الخامِسةِ قبلَ أنْ يُصبِحَ بالِغًا.
‘….وهذا لا يَنطَبِقُ على العائِلةِ المَلَكيةِ فقط.’ تأملَ لوفليان.
مِن بَينِ جَميعِ السَحَرَةِ الذينَ دَرَسوا في آروث، لم يَتَمكَن أيٌّ مِنهُم مِنَ الوصولِ إلى الدائرةِ الخامِسةِ قبلَ دُخولِ مَرحلةِ البِلوغ. حتى لوفليان، الذي أُطلِقَ عليهِ بإستمرارٍ عبقريًا مُنذُ صِغَرِه، وَصَلَ إلى الدائرةِ الخامِسةِ فقط بعد أنْ أصبَحَ بالِغًا.
لو لم يُقابِل لوفليان يوجين، لَـظَلَّ يَعتَقِدُ أنَّ وليَّ العَهدِ هذا يَمتَلِكُ أكبَرَ قدرٍ مِنَ المواهِبِ في هذا الجيلِ عِندَما يَتَعلَقُ الأمرُ بالسِحر.
“سَحَرَةُ البِلاطِ تَحتَ القيادةِ المُباشِرةِ للمَلِك. بالطَبع، سَوفَ يَستَغرِقُ الأمرُ بعضَ الوساطةِ فيما يَتَعلَقُ بالبرلمان، ولكِن لو إنَّهُ أنت يا سيدي يوجين، فَـأنا مُتأكِدٌ مِن أنَّهُ في غضونِ عَشرِ سنوات، سَـتَحصَلُ على مؤهلاتٍ كافيةٍ لهذا الدور”.
أعربَ يوجين عن شكوكِه، “على الرُغمِ مِن أنَّني مُمتَنٌ لِـتَقديرِكَ العالي لي يا وليَّ العهد، إلا أنَّكَ لا يُمكِنُ أنْ تَعرِفَ مُستوايَّ الحالي، صحيح؟”
“أليسَ هذا لأنَّ السير يوجين وسَيدَ البُرجِ الأحمَرِ ظَلا دقيقين للغايةِ في إخفائِه. الآن، لماذا قد تُخفيه؟” سألَ هونين بإبتسامة. “أظنُ أنَّكَ تُخفيهِ لأنَّ هُناكَ سَبَبًا وجيهًا للقيامِ بذلِك. وبِما أنَّكَ لم تَكشِف عنهُ مباشرة، يُمكِنُني فقط إجراءُ التَخمينات، ولكِن….أعتَقِدُ أنَّ بقيةَ السَحَرَةِ في وضعٍ مُماثلٍ لي أيضًا.”
“هممم…” أومأ يوجين طَلَبًا مِنهُ أنْ يَستَمِر.
“مَكرُ الساحِرة.” قالَ هونين أثناءَ تحديقِهِ بِـيوجين بِـعيونٍ ضَيقة.
لقد إستَخدَمَ هونين بالفِعلِ تعويذةً مِنَ الدائرةِ السادِسة عينُ البَحث. هذهِ التعويذةُ قادِرةٌ على إكتِشافِ الطاقةِ السِحرية المَوجودةِ داخِلَ جَسَدِ يوجين. وفقط مِن خِلالِ النَظَرِ إلى كَميةِ الطاقةِ السحريةِ التي يَمتَلِكُها يوجين، يُمكِنُهُ أنْ يَعرِفَ أنَّ طاقةَ يوجين السحريةَ أكبَرُ بِـكَثيرٍ مِمَّا يُمكِنُ أنْ يَمتَلِكَهُ ساحِرٌ عاديٌّ في الدائرةِ الخامِسة.
إنطَلَقَ هونين مُباشرةً إلى النُقطة، “هل فَهِمتَ الثُقبَ الأبدي؟”
“هل يَتَوجَبُ عليَّ حقًا أنْ أرُدَّ على هذا السؤال؟” أجابَ يوجين بِـسؤالٍ آخر.
“عمليًا، إجابَتُكَ هذهِ تُعَدُّ إعترافًا بالأمر.” قالَ هونين.
“هذا لأنَّني لا أستَطيعُ أنْ أفعَلَ شَيئًا مِثلَ الكَذِبِ على وليِّ العَهد، صحيح؟” إبتَسَمَ يوجين “على الرُغمِ مِن أنَّ هذا لا يعني أنَّ لديَّ أيَّ نوايًا لإخبارِكِ بالحقيقةِ الكامِلة.”
“جِنرالُ سَحَرَةِ البِلاط—هل هذا المَنصِبُ حقًا لا يُهِمُك؟” أغراهُ هونين.
لكِنَ يوجين رفضَ عرضه، “إنَّهُ بالتأكيدِ مَنصِبٌ مَرموق، لكِن، يُمكِنُني الحصولُ على شيءٍ مِثلَهُ أينَما ذَهَبت.”
يوجين ليسَ مُهتَمًا حقًا بِـمِثلِ هذا المَنصِب. خاصةً وأنَّهُ جاءَ مع واجِباتٍ عسكرية. إلى جانِبِ ذلِك، كما قالَ للتو، يوجين واثِقٌ مِن أنَّه، بِـقُدراتِه، سَـيَتِمُّ التَرحيبُ بهِ في أيِّ مكانٍ يَذهَبُ إليه.
فقط مِن حيث القوةِ الوطنية، إمبراطوريةُ كيهل مُتَفَوِقةٌ على آروث. فَـبعدَ كُلِّ شيء، هُناكَ ثلاثُ دولٍ فقط في هذهِ القارةِ الشاسِعةِ هُم أقوياءُ بِما يَكفي لكي يُسَمونَّ إمبراطورية: إمبراطوريةُ يوراس المُقَدَسة، إمبراطورية كيهل والمَملَكةُ الشيطانيةُ هيلموث.
في الوقتِ الحالي، يوجين هو مُجَرَدُ عضوٍ في عشيرةِ لايونهارت. على الرُغمِ مِن أنَّ بطريركَ العائلةِ الرئيسيةِ لم يَحمِل لَقَبًا نبيلًا مُنذُ وفاةِ فيرموث العظيم، إلا أنَّ هُناكَ بالفِعلِ العديدَ مِنَ الأعضاءِ بينَ الفروعِ الجانبيةِ للايونهارت الذينَ يَحمِلونَ ألقابًا نبيلةً رفيعةَ المستوى. وبِـمُجَرَدِ أنْ يُقسِمَ يوجين بالولاء لكيهل، فَسَـيَكونُ قادِرًا على الحصولِ على أدنى رُتبةٍ نبيلةٍ والتي هي بارون بِـسهولة.
“بالنَظَرِ إلى مهارةِ السير يوجين، فَـهذا صحيحٌ بالطبع.” وافقَهُ هونين: “ولكِن هل مِنَ المُستَحيلِ حقًا بالنسبةِ لنا أنْ نُغريَّكَ للبقاء في آروث بإستخدامِ هذا المَنصِب؟”
“ليسَ الأمرُ أنَّني لا أُحِبُ آروث أو أكرَهُ فِكرةَ أنْ أصيرَ قائِدَ سَحَرَةِ البِلاط، الأمرُ فقط أنَّني غيرُ مُهتَمٍ بِهُما” قالَ يوجين.
غيرَّ هونين عرضَهُ فجأة، “حسنًا، إذن ماذا عن المَعرِفة؟”
غيرُ قادِرٍ على فِهمِ ما يعنيهِ هونين بذلِك، قامَ يوجين بِـإمالةِ رأسِهِ بِـإرتِباك، ولكن إلى جانبِه، تَصَلَبَتْ تعابيرُ لوفليان.
ثُمَّ بِـتَرَدُدٍ سأل: “وليُّ العهد، هل يُمكِنُ أنَّكَ تَتَحدَثُ عن….؟”
“لقد تَمَّ تَخزينُ المُجَلَدِ الأولِ فقط مِن مَكرِ الساحِرةِ في آكرون.” قالَ هونين بِـصَوتٍ هادئ أثناءَ تَحديقِهِ مُباشرةً بِـيوجين: “كما تَعلَمُ بالفِعل، كَتَبَتْ الحَكيمةُ سيينا مَكرَ الساحِرةِ كَـمَجموعةٍ كامِلةٍ مِن ثلاثةِ مُجَلَدات. يَتِمُّ تَخزينُ أولِ هذهِ المُجَلَداتِ في آكرون….ويَتِمُّ تَخزينُ المُجَلَدينِ الآخرَينِ في الخِزانةِ المَلَكية.”