لعنة التناسخ - 386 - الرحلة (5)
الفصل 386: الرحلة (5)
حتى وهم في طريق عودتهم، استمر بحثهم وتجريبهم على العين الشيطانيّة.
لدى سيل عينان فريدتان : عين شيطان الظلام وعين شيطان الجمود. كره يوجين بشدة اسم عين شيطان الجمود، حيث أن نوير من صاغته، لكنه لم يكلف نفسه عناء ابتكار اسم مختلف.
“هل أنت خائف من أن الناس سوف يسخرون من الاسم الذي تختاره؟” سخرت مير.
رد يوجين بسرعة على سخريتها بضربة على رأسها. الأمر الذي أكسبه على الفور صفعة على ظهره من سيينا حيث شرعت في توبيخه لأنه ضرب طفلة.
من جهة إن قوة عين شيطان الظلام معروفة جيدًا، ومن جهةٍ أخرى فإن القدرات الحقيقية لعين شيطان الجمود لا تزال بحاجة إلى اكتشافها.
على الرغم من أن مالكتها سيل لديها فهم غريزي لها، إلا أن التجريب لا يزال أضمن طريقة لفهم قدراتها.
“بشكل مفاجئ، إنها فعالة من حيث التكلفة بشكل مدهش” استنتجت سيينا بعد اختبارات عديدة.
“إنها تستهلك طاقة سحرية أقل من عين شيطان الظلام، وقواها حدسية تمامًا.”
أومأت سييل برأسها متفقة بينما تفرك عينيها المتعبتين. وشاركها يوجين نفس الشعور.
على عكس عين شيطان الظلام، لا تستطيع عين شيطان الجمود خلق الظلال أو تجسيدها. لا يمكنها أن تسحر العقول مثل عين شيطان الخيال أو تمنح مالكها قوة مماثلة لملك شيطان مثل عين شيطان المجد الإلهي. وقوتها ببساطة هي إيقاف الأشياء في مكانها.
“إذا تم تزويدها بشكل صحيح بالمانا، فإن إمكاناتها تكون كبيرة” علق يوجين بينما كان يحدق في اللهب المعلق في الهواء.
يمكن لهذه العين الشيطانية إيقاف تدفق الطاقة السحرية أو إشعاع القوة الإلهية وحتى التدخل في الحركات البشرية. إذا تعمقت أكثر، يمكن أن توقف ضربات القلب أو حتى التنفس للفرد.
ومع ذلك ليس بشكل مطلق. في حين أنه يمكن بسهولة التلاعب بشخص عادي غير معتاد على المانا، إلا أن الخصم المتمرس في استخدام الطاقة السحرية يمكنه مقاومة آثارها على الفور.
للتغلب على مثل هؤلاء الأعداء، سيحتاج المرء إلى تضخيم الآثاره، الأمر الذي سيؤدي بالتالي إلى استنزاف المزيد من الطاقة السحرية.
“حتى لو قمت بسكب كل ما عندي من الطاقة مرسلا نفسي إلى حافة الإرهاق، لا أستطيع حتى إيقاف شخص مثلك،” اشتكت سيل واغلقت شفتيها عابسة، وتضاءل اللهب المعلق قبل أن يخمد.
“حسنًا، هل تعتقدين حقًا أنه سيكون منطقيا إيقافي بقوة العين الشيطانيّة فقط؟” قال يوجين بابتسامة. “لا ينبغي أن يكون هناك أي إنسان في القارة أقوى مني. هل اعتقدت حقًا أنه سيتم تجاوزي من قبل العين الشيطانيّة التي أيقظتها مؤخرا؟ “
كانت كلماته صحيحة، ولكن سيل كان منزعجة من موقف يوجين. فرمقته بنظرة جانبية.
“أنت لست الأقوى في القارة.”
“من قال؟” رد يوجين وهو يرفع حاجبه.
“السير مولون بالتأكيد أقوى منك” أشارت سيل، مما تسبب في ارتعاش خدود يوجين قليلاً.
قام يوجين بمحاكاة السيناريو في ذهنه قبل الرد.
مواجهته الأخيرة مع مولون.. من الصعب أن نسميها معركة. لم يقاتله يوجين بكل قوته. علاوة على ذلك، فإن إشراك مولون، الأحمق، بدون أسلحة في قتال بالأيدي شيئ حتى فيرموث يتجنبه.
“إذا تقاتلنا الآن، فسأفوز” قال يوجين بثقة وهو ينفخ صدره.
في الواقع، سيحظى بفرصة عادلة إذا حمل السلاح خلال مواجهتهم السابقة أيضًا.
“ماذا تعتقدان؟ لم أشاهد القتال بين يوجين ومولون بشكل مباشر، لكنكما رأيتما ذلك”، سألت سيينا وهي تلتفت إلى كريستينا.
تذكرت كريستينا السيف الإلهي الأحمر الذي قسم العالم ذات يوم، وشبكت يديها على صدرها وتأملت بينما كانت تتذكر النصل الأحمر.
“سيفوز السير يوجين” أجابت كريستينا مؤكدة.
“حسنًا…. صحيح….” قالت سيينّا بتردد “هذا أمر مثير للإعجاب…”
الضوء الساطع لعيون كريستينا والإيمان الذي لا يتزعزع في عينيها جعل سيينا تومئ برأسها مع لمحة من الخوف بينما تشهد إخلاص كريستينا المحموم.
“حسنًا، كوني الأقوى في القارة لا يعني شيئًا بالنسبة لي،” تفاخر يوجين.
“انظروا إلى هذا التواضع ” علقت سيينا.
“اتركيه. على عكسنا أنا وأنت، لم يتم تمجيد هاميل أبدًا باعتباره «الأقوى في القارة» طوال حياته”.
وقبل أن يعرفوا ذلك، تولت أنيسيه امره، وهمست الاثنتان خلف ظهره. الحقيقة صارخة. عُرفت سيينا بأنها أقوى ساحرة في القارة. بينما اعترف باليانسون كأعظم كاهن في القارة. ليست هناك حاجة لقول أي شيء عن فيرموث.
“لم يتم تسمية مولون على هذا النحو أبدًا…!” جادل يوجين.
“بعد هلاكك، تم تسمية مولون أقوى محارب في القارة،” ردت أنيسيه على الفور.
“في وقتي، تم الإشادة بي كأفضل مرتزق في القارة” قال يوجين على عجل.
“لم أسمع شيئًا كهذا من قبل” تمتمت أنيس.
“حتى ملك المرتزقة لم يعتبرك مرتزقًا حقيقيًا”، قالت سيينا.
كل كلمة تبادلوها كانت بمثابة خنجر لقلب يوجين وكبريائه.
[تعتبر هذه السيدة اعظم متبرع في القارة] قدمت رايميرا كلمات عزاء من خلف عبائتها. ولكن ما بحق العالم أفضل متبرع في القارة؟
لتهدئة غضبه المتصاعد، قام يوجين بضرب جبين رايميرا الناعم بلطف.
“بغض النظر… أنا أعتقد… أن العين الشيطانيّة الخاص بك تمتلك إمكانات كبيرة” تمكن يوجين من مواصلة المحادثة التي توقفوا عنها. ومع ذلك، بدا من أنفاسه أنه مجهد بعض الشيء.
عين شيطان الجمود. ليس من الممكن الاستهانة بها بأي حال من الأحوال. ملك الغضب الشيطاني، إيريس، على الرغم من إضعافه إلى حد كبير، تم تقييده مؤقتًا بقوة شيطان الجمود. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها.
بمعنى آخر، هذه القدرة البديهية يمكن أن تؤثر على كائنات قوية مثل ملوك الشياطين. ماذا لو زودت سيينا سيل بالمانا، أو ماذا لو استخدمت قلب التنين الخاص بأكاشا؟
لا يزال أمامهم عدة أيام أخرى من الإبحار قبل أن يصلوا إلى شيموين. وعلى هذا النحو، كان لدى سيينا متسع من الوقت للتفكير في مثل هذه التكتيكات.
“الأمر ليس بهذه البساطة كما يبدو” قالت سيينّا على مضض.
لقد مر يوم واحد قبل توصلها إلى نتيجة. تم مسح المخططات والأحرف الرونية المرسومة بدقة في الهواء وعلى الأرض بسرعة بواسطة موجة من عصى سيينا.
وتابعت “العيون الشيطانية هي أعضاء غير عادية وكيانات مادية. إنها إضافات إلى الجسم ولكنها أيضًا أشياء لا ينبغي للبشر أن يمتلكوها بشكل طبيعي. وبالتالي، فهم يتأثرون بشدة بها.”
إن مجرد سكب الطاقة السحرية في العين الشيطانيّة ببساطة لن يسمح بإظهار قوة أكبر. الأمر مشابه لكيفية عدم تمكن ساحر الدائرة السابعة الذي يمتلك طاقة سحرية لا نهائية من إلقاء تعويذات الدائرة الثامنة أو التاسعة.
“حتى مع وجود أداة سحرية خارجية مثل آكاشا. سيبقى الأمر هو نفسه. ربما بالنظر إلى براعة سيل، أي اعتمادًا على إنجازاتها في صيغة اللهب الأبيض… سيل، ما قصة تلك النظرة؟” سألت سيينّا، متوقفة عن شرحها.
تدلت أكتاف سيل، وصار وجهها قاتما. واجهت عيني سيينا قبل أن ترد :”اذن، بكل بساطة، أنا أضعف من أن أتلقى دعمك، يا سيدة سيينا؟”
“لا… حسنًا، الأمر ليس كذلك تمامًا” أوضحت سيينّا بتردد.
“لست بحاجة إلى الحفاظ على مشاعري. أنا أكثر وعياً بنواقصي من أي شخص آخر” ردت سيل.
“سيل… حسنًا، أنت قوية بالتأكيد، بين البشر على الأقل. حتى الآن، يمكنك إخضاع معظمهم بمجرد نظرة.” بذلت سيينا قصارى جهدها لتعزية سيل.
“لكنني لا أستطيع إخضاعك يا سيدة سيينا”.
“هذا لأنني لست مجرد إنسان… انتظري، هل تريد إخضاعي؟” سألت سيينا وقد اتسعت عيناها. تجنبت سيل نظرتها ردا على ذلك.
لم تكن سييل ترغب فقط في إخضاع سيينا. بل هي تتوق إلى التغلب على كل من كريستينا وأنيسيه. علاوة على ذلك، أرادت التغلب على مير وريميرا، اللذين كانتا مختبئتين بشكل مريح في أحضان يوجين كما لو انه شيء بديهي .
مع قوة العين الشيطانيّة المكتسبة حديثًا، حلمت بجعل الجميع يركعون أمامها. ثم تقوم بشل حركة يوجين وتعذيبه بقدر ما تريد….
“احم….”
بددت سيل بسرعة الأفكار الشريرة التي نشأت في ذهنها بالسعال. عند التفكير في سبب امتلاءها بمثل هذه الأفكار الغريبة، أدركت أن كل ذلك كان بسبب شقيقها التوأم، سيان.
كان شقيقها الوقح دائمًا منغمسًا في الكتب البذيئة منذ الطفولة. نعم، هذا هو التفسير الوحيد.
“الأمر فقط أن قوتي سخيفة تمامًا، ذلك يذهب الى حد كوني قويًا بشكل مذهل. لا تقارنوا أنفسكم معي. أنت وسيان تمتلكان موهبة كبيرة. لديكما أيضًا ما يكفي من الخبرة القتالية والحواس القتالية”.
“إذن ماذا ينقصنا؟” تساءلت سيل.
“فحص الذات؟ ربما التأمل…؟ في النهاية، الأمر لا يتعلق بالتدريب البدني والتعرق ولكن تقوية نفسك الداخلية. التثقف والتأمل وأشياء من هذا القبيل. لذلك عندما تعود إلى المنزل، تدربي على صيغة اللهب الأبيض تحت الماء ” نصح يوجين.
لقد ترك فيرموث وراءه إرثًا في اللايونهارت. في جميع أنحاء القارة، هناك أماكن قليلة وفيرة بالطاقة السحرية مثل خط لايونهارت السحري. شجرة العالم، التي نقلها يوجين من غابة سمر المطيرة، عززت الخط السحري بشكل أكبر.
الآن، صارت غابة ملكية لايونهارت بأكملها غنية جدًا بالمانا لدرجة أنها صارت تقريبًا خطًا سحريا في مجملها.
تحت البحيرة الاصطناعية يوجد كهف مرتبط في الأصل بخط لايونهارت السحري. وهو المكان الذي تستقر فيه جذور شتلات شجرة العالم.
موقع نادر حيث يمكن للمرء أن يكتسب الطاقة السحرية ببساطة عن طريق التنفس.
بالنسبة للساحرة سيينا، هذا الكهف تحت الماء بمثابة أثمن كنز للايونهارت.
يدين يوجين بالكثير من إنجازاته لهذا الكهف. خلال فترة تدريبه في صيغة اللهب الأبيض، عزز لهب البرق الخاص به، وزاد مخزون الطاقة السحرية الخاص به عدة مرات. بدون وقته في الكهف، ربما كان ليقلق بشأن استنفاد الطاقة السحرية في كل مرة يستدعي فيها سيف المون لايت.
“اللعنة” تمتم يوجين فجأة.(فاك)
“ماذا؟”
“لماذا تلعن فجأة؟”
لقد هربت الكلمات من شفتيه دون قصد عندما فكر في سيف المون لايت. عقدت سيينا حواجبها من الكلام البذيء المفاجئ، ووسعت أنيسيه عينيها، وشهقت سيل على حين غرة.
“سيف ضوء القمر، ماذا أفعل به؟” قال يوجين.
“وماذا غير أن نلقي هذا النصل اللعين في البحر ها هنا؟” اقترحت سيينا.
“سيكون ذلك مضيعة”. قال يوجين، وهو متردد في التخلي عن النصل.
“ماذا لو تسبب في مشكلة مرة أخرى؟” سألت أنيسيه، وقد بدا تعبيرها مهيبًا فجأة.
“ليس هناك ما يضمن أنه سيعمل مرة أخرى” رد يوجين.
“واو، دائمًا بتلك الكلمات السلسة. لا يمكنك حتى إخراجه لأنك خائف” ردت سيينا.
“لا…. هذا ليس خوفًا. ولكن ماذا لو تسبب استدعائه هنا في غرق السفينة؟” رد يوجين بحجته.
“هذا سخيف. هل تقول أن الأمر لا بأس به على اليابسة” سألت أنيسيه بسخط.
“على الأقل لن تغرق سفينة هناك” تذمر يوجين وهو ينظر إلى عباءته.
سيف ضوء القمر، الذي تغلب ذات يوم على إحساس يوجين بذاته وأصبح هائجًا، صار الآن مغلقا بهدوء ويستريح في غمده.
منذ ذلك اليوم، لم يسحب يوجين سيف المون لايت. على الرغم من اختفاء رد الفعل العنيف للإشعال وشفاء جسده، إلا أن ثقته في التعامل مع سيف المون لايت ظلت ضعيفة.
لقد تغير، ليس هناك شك في ذلك. ردد يوجين في نفسه
تمامًا كما تحولت صيغة اللهب الأبيض أثناء المعركة مع إيريس، كذلك تغير سيف المون لايت. في الأصل، امتص سيف المون لايت طاقة يوجين السحرية والمون لايت المشع، لكنه لم يختلط أبدًا بلهب يوجين.
ومع ذلك، في القتال مع إيريس، تمكن يوجين من دمج الطاقة السحرية واللهب و المون لايت. خلال ذلك، تداخلت يده مع السيف، وخرج المون لايت عن السيطرة، وجرف وعي يوجين بعيدًا في الفراغ.
“سيف المون لايت…. اندمج معي. لا، لقد أصبح «واحدًا» معي.” فكر يوجين مرة أخرى في كيفية تطور الأمور.
هناك قول مأثور – الجسد والسيف كواحد – وهو ما يعني حرفيًا وحدة الجسد والسيف، مما يجعلهما كيانًا واحدًا. عندما يستخدم أحدهم سيفه بحماس، ستأتي لحظة يكتسبون فيها هذا الإدراك.
“الذات” و”السيف” ليستا منفصلتين، بل السيف ذاتهم. والذات سيفهم. بمجرد وصولهم إلى هذا الإدراك، فإن الطريقة التي يستخدمون بها السيف ستخضع للتحول.
لقد وصل إلى هذا المجال قبل وقت طويل من لقائه بفيرموث في حياته السابقة. في ذلك الوقت، لم يكن هامل ماهرًا في التوحد بالسيوف فحسب، بل كان ماهرًا جدًا في استخدام الأسلحة المختلفة بحيث يمكن وصف الامر بـ “الجسد والسلاح معًا”.
’’للوصول إلى السيف والجسد كواحد الآن بعد كل هذا الوقت…‘‘
فكر يوجين في الأمر مرارًا وتكرارًا. أثناء هياج سيف ضوء القمر، شعر بأنه قريب بشكل مرعب من الاندماج مع تلك الشفرة المشؤومة. ربما أصبح المون لايت جامحًا، لكن يوجين حاصر إيريس عن طريق مزج المون لايت واللهب كما أراد.
لأكون صادقًا، شعرت أن هناك قوة ثمينة جدًا بحيث لا يمكن التخلي عنها.
“يوجين، أنا لا أفهم قلقك. لقد سمعت صوت فيرموث، أليس كذلك؟”
– هذا النصل ليس إرثي.
“لم يقصد فيرموث أبدًا ترك سيف المون لايت وراءه. ومع ذلك، كان بجانب قبرك…” توقفت سيينا وهي تعض شفتها.
تذكرت فيرموث من لقائهما تحت الصحراء. في ذلك الوقت، لم تكن قادرة على التواصل معه. على الرغم من محاولاتها العديدة، إلا أن فيرموث حدقت بها بعينين هامدتين دون أن يستجيب.
عندما وقع يوجين في شرك غضب سيف المون لايت، شعرت بنفس الشيء مثل مواجهتها مع فيرموث في الماضي. أكثر ما كانت تخافه سيينا هو أن يصبح هامل الذي تعرفه، ويوجين الذي تعرفه، شيئًا غريبًا تمامًا.
“حسنًا، الآن” قال يوجين بعد لحظة من الصمت “إن وجودي هنا هو تخطيط فيرموت.” مع شفاهه ملتوية في ابتسامة متكلفة.
“لأكون صادقًا يا سيينا، أعتقد أن الأمر برمته هراء” اعترف يوجين.
“…” لم يكن لدى سيينا ما تقوله أمام سخرية يوجين المفاجئة.
“هذا اللقيط جسدني من جديد حسب هواه. أوه، صحيح. ربما يشعر فيرموث ببعض الظلم أيضًا، لأنني مت فجأة”
ضحك يوجين وهو يسقط على الكرسي. “لقد تجسدت من جديد كما أراد فيرموث، ولقد التهمت الإرث الذي تركه وراءه. الآن أفهم إلى حد ما ذلك الشيء المزعج الذي ظل يقوله: لا بد أنه أنت.”
حتى الآن…
“هذا لا يكفى.” أصبح صوت يوجين باردًا. “سواء كنت تجسيدا لأغاروث أو هامل، فإن ما لا يمكن فعله، لا يمكن القيام به. إنه ينقصني – ترسانتي”. واعترف قائلا
“يوجين”.
“من المستحيل استخدام سيف ضوء القمر، سيف الدمار، لهزيمة ملك الدمار الشيطاني. ولكن يمكن استخدامه ضد ملك الحصار الشيطاني، أليس كذلك؟” سأل.
أصبح يوجين مدركًا تمامًا لسيف المون لايت المخبأ داخل عباءته.
“سأكون قادرًا على استخدامه ضد كل من غافيد ليندمان ونوير جيابيلا.”
ان سيف المون لايت مشؤوم، هو سيف الدمار.
إذا أسيء استخدامه. يمكن للمرء أن يفقد نفسه.
ظل يوجين متشككًا فيما إذا كان ملك الدمار الشيطاني يمتلك حتى إحساسًا بالذات، ولكن إذا لم يترك فيرموث سيف المون لايت في القبر…. لو كان فيرموث قد فقد عقله….
ربما وجوده في حد ذاته فخ نصبه ملك الدمار الشيطاني.
“حتى لو كنت تعلم أن الكوب مسموم، عليك أحيانًا أن تشرب” قال يوجين مجازيًا.
صيغة اللهب الأبيض المتحولة.
توقيع.
أسلحة ملوك الشياطين.
بقايا عشيرة لايونهارت.
السيف الفارغ.
السيف المقدس.
السيف الإلهي.
لم يكن يوجين متأكدًا من أن استخدامهم جميعًا سيكون كافيًا للانتصار على نوير جيابيلا أو غافيد ليندمان أو ملك الحصار الشيطاني.
“ما لم نلجأ إلى «السم» لا يمكننا تجاوز ملك الحصار الشيطاني” قال يوجين بشكل قاطع.
لقد فكر في هذا طوال رحلته من بحر سولجالتا وصولاً إلى مدينة شيموين الساحلية.
إن سيف المون لايت خطير. هذه حقيقة يعرفها يوجين أفضل من أي شخص آخر. ومع ذلك، فقد شكلت خطورته تهديدًا ليس له فقط، بل لخصومه أيضًا.
“ماذا لو لم يقصد فيرموث ذلك؟ ما يهم هو أنني هنا الآن. سواء كان يقصد ذلك أم لا، قد رأيت أنه من الضروري استخدامه” أعلن يوجين
“…” لم تقل سيينا أي شيء في مواجهة تصميم يوجين.
“سيينا، هل تريدينني أن أتحرك فقط كما أراد فيرموث؟” سأل يوجين وهو يرفع رأسه. حدق بشدة في سيينا.
“أنت… لا يمكن أنك تفكر في أنـ…!” زمجرت سيينا، وأحكمت قبضتها على حافة فستانها.
سحب يوجين بصره منها ونظر إلى كريستينا وأنيسيه.
“سنتبع قرارك يا سيدي يوجين” ردت كريستينا “ومع ذلك، إذا أدى اختيارك إلى الخراب، فسنقدم حياتنا بدلاً منك. إذا كنت تعزنا، فيرجى الاعتناء بنفسك بشكل أكبر.”
أومأ يوجين برأسه ووجه نظره إلى سيل.
وبعد صمت، قالت: “ماذا يمكنني أن أقول؟ ومع ذلك، إذا صرت مغمورا مرة أخرى بهذا النصل الملعون، فسأحاول وكما حدث من قبل أن أسحبك إلى الخلف.”
“حسنا.” فقط بعد سماع ردود الجميع، خفف يوجين تعبيره قليلاً. “أنا آسف بشأن مزاجي.”
“أنت… هل لديك شيء ناقص في رأسك؟ لماذا تفسد المزاج بالتصرف فجأة بهذه الطريقة؟” صرخت سيينا بغضب.
لعق يوجين شفتيه بشكل محرج وهو يقاطع ساقيه.
“حسنًا، ماذا يمكنني أن أفعل؟ التفكير في الأمر جعلني غاضبًا. سيف المون لايت الملعون هذا… وذلك الفيرموث اللعين.”
“بالرغم من ذلك!” صرخت سيينا.
“على أي حال، سأتعامل مع سيف ضوء القمر” غير يوجين الموضوع.
“ماذا تقصد «تتعامل مع الأمر» !” زأرت سيينا.
“اسمعي. سيف المون لايت الذي كان يستخدمه فيرموث ذات يوم مختلف تمامًا عن السيف الذي أملكه الآن. لقد أصبح النصل نفسه الآن نصف مكسور” حاول يوجين أن يشرح.
“ما علاقة هذا بأي شيء؟!” صرخت سيينا بغضب.
“عندما أرجحته على إيريس، كنت أنوي تضخيم قوة النصل بقوتي، وتعزيز المون لايت باستخدام الطاقة السحرية واللهب. وفي هذه العملية، بدأ جوهري في الاندماج مع النصل.” توقف يوجين، متذكرًا تلك اللحظة بوضوح. “بصراحة، لقد استهلكني النصل أثناء عملية الدمج.”
“…وثم؟” سألت سيينا.
“لقد استهلكت لأن قوتي لم تكن كافية. كان اللهب أضعف مقارنة بقوة سيف المون لايت. ولكن ماذا عن الآن؟” تساءل.
رفع يوجين إبهامه وأشار بثقة إلى نفسه. “هل تعرفين من أكون؟”
شعرت سيينّا بالذهول من هذا السؤال المفاجئ.
“أنا أغاروث، إله الحرب.” حدّقت سيينا في يوجين دون أن تقول شيئًا.
نظف حلقه وهو يتردد تحت أنظار سيينا قبل أن يقول : “احم…. أستطيع الآن استخدام القوة الإلهية، وقد تطورت صيغة اللهب الأبيض الخاصة بي. أعتقد أن سيف المون لايت لن يستهلكني كما حدث من قبل. إذا تمكنت من الحفاظ على توازن القوى وتحقيق نفس الحالة المتمثلة في أن أصبح واحدًا بالسيف، يمكنني استخدام النصل دون أن مخاطر.”
تنهدت سينا بعمق وجلست. “أنا لست حتى…. فقط تعامل مع الأمر، حسنًا؟”
“متى لم أفعل؟” تساءل يوجين.
“يمكنك أيضًا التعامل مع الأمر بنفسك عندما تحاول شرح نفسك للسيدة أنسيلا” تابعت سيينا.
أرسلت البعثة على الفور أخبارًا إلى شيموين من خلال جهاز الاتصال بعيد المدى بعد هزيمة ملك الغضب الشيطاني بمجرد مغادرتهم بحر سولجالتا.
على الرغم من أن عائلة شيموين الملكية قد تفاجأت بالتقرير المفاجئ دون أي إشعار مسبق، إلا أن حقيقة إخضاع الملك الشيطاني تعني أن الاستعدادات للاحتفال الكبير كانت في محلها.
من المؤكد أن عائلة لايونهارت ستشارك في الاحتفال إذا انتشرت أخبار هزيمة ملك الشياطين.
“ماذا يجب أن نفعل الآن…؟”
سرعان ما أظلمت تعبيرات يوجين وسيل بعد سماع كلمات سيينا.
-+-
ترجمة نيرو