إسحاق - 196
“لا!”.
صرخت ريفيليا عندما أعدم إسحاق والدها.
إنهارت على الأرض بينما تنظر إلى جسد والدها الساقط بلا حول ولا قوة.
نظرت الملكة أيضًا إلى الشاشة في إرتباك.
من الصعب معرفة ما يحدث بالضبط من المعلومات المحدودة التي قدمها هذا البث.
إسحاق يستولي على الساحة ويذبح العائلة المالكة والإمبراطور والدوق بندلتون؟.
ربما ذلك معقول لكن ماذا عن غير البشر؟.
إن الإعتقاد بأن أعضاء المجلس الكبير سيحنون رؤوسهم على التوالي لأجل عدد قليل من الرهائن البشريين لم يكن حتى مزحة سيئة في أحسن الأحوال.
إذا كيف؟ ما هي الطريقة التي إستخدمها إسحاق لإجبارهم على الخضوع؟ ولماذا قتل الإمبراطور والدوق بندلتون؟.
وأكثر ما لا يمكن تفسيره هو أعماله الإرهابية في غابيلين فهي تعلم أنه يريد إثارة الخوف والإرتباك – لكن لأي سبب؟ هذا غير مفهوم.
نظرت الملكة إلى جهازها اللوحي فقط لتكتشف أن الأمر سيستغرق وقتًا أطول قليلاً قبل أن تتمكن من التحكم في الإتصالات مرة أخرى.
أقسمت على تحديث كل شيء حتى لا يحدث ذلك مرة أخرى بمجرد عودتها لكن عندما سمعت كلمات إسحاق الأخيرة ضحكت وفوجئت تمامًا.
هذا الوضع صعب وسيستغرق الأمر أكثر من 10 سنوات لتقوم خطتها بسن أي شكل من أشكال الضرر.
الآن بعد أن أعلن إسحاق أنه قد نشر الطاعون بالفعل أصبح المتطرفون أحرارًا في إطلاقه كما يحلو لهم.
لقد هلكت قيادة المتطرفين بأكملها مما جعلهم جميعًا أكثر خطورة.
بدون قادتهم يمكن أن يخرجوا عن السيطرة وإذا انتشر الطاعون الآن على الملكة أن تعالجه.
لم تستطع التعاون مع المتطرفين نحو هدفهم.
مصير الإمبراطورية أن تخسر إذا دفعها الطاعون إلى الحرب دون أي إستعداد.
المتطرفون في حالة سُكر من إنتصارهم لدرجة أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء النظر في سبب تعاون ريفيليا وكونيت معها.
إحتقر المتطرفون البشر لكن لم يكن لديهم أي فكرة عن الكيفية التي يمكن أن يصبح بها البشر قساة أكثر لأجل الربح.
لقد بحث العالم الآخر عن الطريقة الأكثر إقتصادا للمجزرة مرارًا وتكرارًا.
كتلة من اللاجئين؟.
الجماعات الإنسانية تتحدث عن دفاعها مؤكدة أنهم بشر وليسوا حيوانات.
سيتردد قادة العالم الآخر في البداية ولكن ماذا لو تجاوز عدد اللاجئين المليون أو عشرات الملايين؟.
سيصمت العاملون في المجال الإنساني وستندلع الحرب.
في النهاية سيضغطون على الزر للحصول على أسلحة الدمار الشامل الخاصة بهم.
سيكون هدفهم الأرض بدون أمة بعيدًا عن أراضيهم.
سيتم تصنيف القادة على أنهم قتلة جماعيون ولكن فقط للحظة.
مع عدد قليل من الأفلام الوثائقية التي تتناول بالتفصيل مأساة “ما وراء الكواليس” يمكنهم بسهولة التلاعب بالجماهير بشعارهم المنافق “لا تنسوا الماضي أبدًا”.
مع تلاشي غضب الناس يمكنهم بعد ذلك التحدث عن الإكتظاظ السكاني والموارد والقضايا البيئية.
وبإصبع يشير بشكل مريح إلى عالم خيالي آخر سيتطوع الناس بشكل جماعي ليصبحوا مغامرين أسطوريين.
أولئك الذين يعانون من الندم سيكونون أقلية مع وجود علم الربح على رأسه فإن أي عذر يمكن أن يفعله هؤلاء البشر الحقيرون للعودة إلى العالم.
“سأعلن حالة الطوارئ بصفتي مدير المراقبة إستخدم جميع أشكال الإتصال لإستعادة الإرسال!”.
نظرت الملكة بريبة إلى كونيت التي تتولى إعطاء الأوامر بإلحاح شديد.
هل علمت كونيت أن إسحاق سيفعل هذا؟.
لا ذلك مستحيل ربما وفاة الإمبراطور مقبولة كتضحية لكنها لم تكن لتصمت أبدًا عند وفاة الدوق بندلتون والمجلس الكبير.
“يبدو أن الوضع لا يسير على ما يرام”.
إقترب زعيم المبعوثين بعناية من الملكة وهمس لها.
“سأعترف لم أشك أبدًا في حدوث شيء كهذا”.
ردت الملكة بصوت مهذب بينما غضبها ينفجر بهدوء في الداخل.
“فقط أعطنا الكلمة إذا كنت بحاجة إلى مساعدة الجيش السابع للولايات المتحدة في حالة تأهب”.
نظرت الملكة إلى المبعوث ببرود.
لقد إستعدوا أيضًا للعديد من السيناريوهات.
خططوا للسيطرة على البوابة مع جيشهم إذا لم يناسبهم الوضع.
الإستشهاد بحمايتها كعذر مؤسف لهم بالطبع.
السيطرة الدائمة على البوابة تستحق كل تضحية لكنهم غافلين عن قوى غير البشر.
هل إعتقدوا حقًا أن غير البشر غافلين عن إحتمال أن تتمكن قوات المشاة الإستكشافية من الإستيلاء على البوابة بالقوة الغاشمة؟.
السبب الأخير لإختيار مدينة نيو بورت كموقع هو أنها تمتلك بحيرة ومن بين غير البشر هناك أعراق تعيش تحت الماء.
عاشت هذه الأعراق تحت الماء في البحار خالية من الهموم وغير متورطة مع المجلس الكبير.
على الرغم من طبيعتهم شبه المستقلة إلا أنهم ما زالوا يستجيبون لنداءات المجلس الكبير.
من خلال إستدعاء الأعراق التي يمكن أن تتلاعب بالمياه حسب رغبتها يمكنهم غمر مدينة نيو بورت بالكامل تحت الماء بشكل دائم.
لم يعرف هؤلاء الحمقى سبب إضطرارها للتخطيط لمدة 300 عام الماضية بعناية شديدة.
لم تكن حتى على دراية بعدد غير البشر الموجودين في هذا العالم ولا ما هي القوى التي لديهم.
تساءلت الملكة عما يجب أن تفعله.
ينظر المبعوثون إليها بترقب لإتخاذ خطوة حاسمة بينما كونيت تحاول يائسة إستعادة السيطرة على الوضع وإنهارت ريفيليا على الأرض حدادًا على خسارتها.
في تلك اللحظة شعرت الملكة بالإهتزاز في معطفها مما يشير إلى إكتمال استيلائها على الإتصالات.
أخرجت الملكة جهازها اللوحي بسرعة.
“هكذا فعلت ذلك؟ الدارك رويال زرعوا أنفسهم ليس فقط في القيادة العسكرية العليا ولكن في المكاتب الحكومية؟ لا عجب أنهم تمكنوا منا قلت لهؤلاء الحمقى مرارًا وتكرارًا ألا يتركوا حذرهم”.
تشدد وجه الملكة وحركت بشكل محموم الجهاز اللوحي.
بعد مشاهدته للحظة إبتسمت ووضعته في معطفها مرة أخرى.
“عزيزي السيد إسحاق لقد فعلت حقًا شيئًا يفوق خيال الجميع أيها الحراس إعتقلوا المبعوثين وصادروا كل ما بحوزتهم”.
تحرك الحراس حسب توجيهات الملكة.
جادل المبعوثون عندما جائتهم الوحوش وسحب حراسهم مسدساتهم لكنهم من بين جميع البشر يعرفون مدى ضعف هذه المسدسات.
ظلت قبضتهم على المسدسات تهتز قليلاً.
“كيف يفترض بنا أن نفهم هذا؟”.
صرخ زعيم المبعوثين في وجه الملكة قبل أن يتم جره بعيدًا.
هزت الملكة رأسها كما لو لم يكن هناك خيار آخر.
“هدء من روعك”.
“هل تعتقدين أن هذا وضع يمكننا فيه الهدوء؟”.
“ليس لديك فكرة عن مدى خطورة هذا الوضع إذا كنت سأعطيكم مقارنة فإن جميع قادة العالم قد قُتلوا للتو خلال مؤتمر دولي، رأى الجميع إستخدام الأسلحة النارية أين سيسقط غضب مواطني الإمبراطورية برأيك؟، السيد إسحاق هو إجابة واضحة لكن القوة التي زودته بهذه الأسلحة ستكون في المرتبة الثانية وتذكر هذا عالم مختلف، رأيت كيف لم يمنع أحد تلك الفتاة الصغيرة من قتل الرجل لأنها مجرد لورد لكن الأن تم إغتيال الإمبراطور ماذا تعتقد أنه سيحدث؟ إعلم أن هذا من أجل سلامتكم الشخصية”.
أغلق رئيس المبعوثين فمه لدى الملكة نقطة.
لن يفعل عالمه أكثر من توبيخهم دبلوماسياً وطلب التعويض إذا قُتل جميع المبعوثين بسبب الإحباط.
لن يؤدي هذا أبدًا إلى حرب شاملة لأن ذلك أكثر إقتصاد.
راقبت الملكة غير البشر وهم يأخذون المبعوثين في الزاوية عندما إقتربت منها كونيت.
وقفت هناك في حرج مترددة في التحدث معها.
إبتسمت الملكة.
“أوه! هل تحتاج كونيت إلى شيء مني؟”.
تجعد وجه كونيت بينما تستمع إلى الملكة.
ردت كونيت على مضض.
“إنها حالة طارئة ليس لدينا الوقت الآن لجمع قادة كل الأعراق يجب أن نعقد إجتماع فيديو”.
ألقى موت الدوق بندلتون والإمبراطور بكل البشرية في هستيريا.
التواصل عامل أساسي من أجل قمع الهستيريا في أسرع وقت ممكن وللملكة سيطرة كاملة على الإتصالات.
وصل الأمر بكونيت إلى طلب المساعدة من الملكة.
“هل كنت تعلمين أن السيد إسحاق سيفعل هذا؟”.
سألت الملكة.
أخذت كونيت تحدق مرة أخرى في الملكة.
“لن أكون هنا لو علمت ذلك”.
كونيت تعلم أن إسحاق قد إعتقل لسبب ما لكنها إختارت الملكة لأجل مستقبل الجنس البشري وأعدت نفسها لموت إسحاق.
لو علمت أن إسحاق سيقتل جميع أعضاء المجلس الكبير لفعلت كل ما في وسعها لإيقافه.
الآن دفع إسحاق البشر وغير البشر إلى حافة الحرب ولولا وفاة الإمبراطور والدوق بندلتون لجعل غير البشر الجنس البشري مسؤولاً عن وفاة المجلس الكبير.
من أجل منع الأعراق الغاضبة من تفعيل ثأرهم على كونيت أن تسيطر عليهم من خلال إعادة تأسيس المجلس الكبير.
–+–
ترجمة : Ozy.